هذا المقال هو بمثابة رحلة قصيرة ولكنها مثير ة للتعرف على كيفية فقدان الجسم للدهون ..فالدهون وهى تتكون من ثلاثة أحماض دهنية مرتبطة بجزيئ سكر تسكن فى الخلايا الدهنية أو تترسب فى الكبد و ايضا تعيش فى العضلات ...وهذه الدهون هى المصدر الرئيسى للطاقة أثناء الممارسة اليومية الطبيعية ....والسؤال لماذا ؟ والاجابة تأتى من خلال معرفة الكيمياء الحيوية هذا المجال الثرى جدا فالدهون لا تستعمل كمصدر للطاقة الا فى وجود نسبة كافية من الاكسجين فهى لا تؤكسد الا فى الميتوكوندريا تلك الاجسام الدقيقة جدا والتى تعطى الخلايا اللون الاحمر ...ومن ثم فان توفر الاكسجين مع المجهود الطبيعى هو مدعاة للدهون لكى تصبح مصدرا للطاقة ....اما اذا ارتفع استهلاك الجسم للاكسجين فتكون السكريات هى المصدر الرئيسى للطاقة وربما الكتلة العضلية ايضا لان السكريات وبعض البروتينات يمكن ان تستعمل كمصدر للطاقة فى غياب الاكسجين

ولنبدأ رحلة اكسدة الدهون .... الدهون داخل الخلايا الدهنية يتحكم فيها انزيمان يعملان بشكل عكسى فالاول مسئول عن الحفاظ عليها داخل الخلايا والآخر يساعد على خروجها الى الدم ....ويتحكم فى هذين الانزيمين عدة هرمونات وجهاز عصبى، الهرمون الاول هو الانسولين وهو المسئول عن تخزينها داخل الخلايا والثانى هو الجلوكاجون وهو المسئول عن خروجها الى الدم ...وهذا لا يتحقق الا فى وجود جهاز عصبى متناسق .. ولنتخيل ان الانسولين فى مستوى اقل من الجلوكاجون والجهاز العصبى يعمل بكفء فماذا يحدث ؟ تخرج الدهون الى الدم ...ثم ماذا ؟ يأتى دور البروتينات التى يجب أن تتحد معها لتحملها فى الدم وبالتالى اذا نقصت البروتينات لا تستطيع الدهون البقاء فى الدم وتعود مرة اخرى الى الخلايا الدهنية.

وتستمر الرحلة المثيرة للدهون بعد ان اتحدت مع البروتين(البيومين) فالى اين تذهب ؟ اما أن تذهب الى الكبد او العضلات التى تحتوى على ميتوكوندريا ..... وكيف تذهب وما هى وسيلة النقل ؟ هى الكارنيتين والذى قد سمع عنه البعض ودوره الايجابى لمرضى القلب وزيادة دهون الكبد ... هذا الكارنيتين هو وسيلة النقل التى تحمل الدهون الى الميتوكوندريا والكارنيتين اصلا هو بروتين يتم تصنيعه فى الكبد والكلى ومن هنا تأتى اهمية تناوله كدواء لمرضى الكبد والكلى وذلك لنقص صناعته داخل الجسم ....وبعد أن توفرت وسيلة النقل ماذا يبقى ؟ يبقى أن يحدث نقصا فى الدهون داخل الكتلة العضلية او الكبد حتى تصدر الاشارة بالسماح بمرور الكارنيتين والا لن يستطيع.

ومن ثم فان التخلص من الدهون يعتمد على هذه الاشارة ... وبطبيعة الحال من يتوفر عنده منتج لا يستورده من الخارج ... وهذا ينطبق ايضا على الجسم .... فاذا تكدست الدهون داخل الكتلة العضلية بسبب الخمول والكسل وعدم ممارسة الحركة ....لاتصدر هذه الاشارة فتبقى الدهون فى الدم او تترسب على الكبد ...اذا ببساطة اذا تحركت استهلكت دهون الكتلة العضلية فتصدر الاشارة الى الدم بان العضل يحتاج الى دهون من الخلايا الدهنية فتصدر الاشارة الى الجلوكاجون كى ينشط على حساب الانسولين لان الجسم فى حالة نشاط وحركة ويحتاج الى طاقة ...فيقوم الجلوكاجون بتحفيز الهرمون المسئول عن خروج الدهون من الخلايا الدهنية الى الدم لتجد البروتين المسئول عن مرورها فى الدم مع توفر وسيلة النقل وهى الكارنيتين ....فتقل الكتلة الدهنية حجما وليس عددا فيتغير شكل الجسم ويبدأ الجسم فى التخلص من الدهون الزائدة.

ما اروع هذا الجسم وما أعظم الخالق الذى ابدعه...منظومة متكاملة فى تناغم لكى يتخلص الجسم من الدهون الزائدة .... وقد يسأل سائل وما علاقة التغذية بكل ذلك؟ هذا ماسوف نستعرضه فى مقالات قادمة باذن الله